واللام في قوله:لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ متعلق بقوله:وَجَعَلْنا.....
والضمير في قوله:مِنْ ثَمَرِهِ يعود إلى المذكور من الجنات والنخيل والأعناب. أو إلى الله- تعالى-.
أى:وجعلنا في الأرض ما جعلنا من جنات ومن نخيل ومن أعناب، ليأكلوا ثمار هذه الأشياء التي جعلناها لهم، وليشكرونا على هذه النعم.
و «ما» في قوله:وَما عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلا يَشْكُرُونَ الظاهر أنها نافية والجملة حالية، والاستفهام للحض على الشكر.
أى:جعلنا لهم في الأرض جنات من نخيل وأعناب، ليأكلوا من ثمار ما جعلناه لهم، وإن هذه الثمار لم تصنعها أيديهم، وإنما الذي أوجدها وصنعها هو الله- تعالى- بقدرته ومشيئته.
وما دام الأمر كذلك، فهلا شكرونا على نعمنا، وأخلصوا العبادة لنا.
قال ابن كثير:وقوله:وَما عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أى:وما ذاك كله إلا من رحمتنا بهم، لا بسعيهم ولا كدهم، ولا بحولهم وقوتهم. قاله ابن عباس وقتادة. ولهذا قال:أَفَلا يَشْكُرُونَ أى:فهلا يشكرونه على ما أنعم به عليهم من هذه النعم التي لا تعد ولا تحصى.
ويصح أن تكون «ما» هنا موصولة فيكون المعنى:ليأكلوا من ثمره ومن الذي عملته أيديهم من هذه الثمار كالعصير الناتج منها، وكغرسهم لتلك الأشجار وتعهدها بالسقى وغيره، إلى أن آتت أكلها.
قال الشوكانى:وقوله:وَما عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ معطوف على ثمره، أى:ليأكلوا من ثمره، ويأكلوا مما عملته أيديهم كالعصير والدبس ونحوهما وكذلك ما غرسوه وحفروه على أن «ما» موصولة، وقيل:هي نافية، والمعنى:لم يعملوه بأيديهم، بل العامل له هو الله.. .