ثم أخذوا في تفنيد دعوته، فقالوا:أَأُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِنْ بَيْنِنا.. والاستفهام للإنكار والنفي. والمراد بالإلقاء:الإنزال. وبالذكر:الوحى الذي أوحاه الله- تعالى- إليه، وبلغه لهم. أى:أأنزل الوحى على صالح وحده دوننا؟ لا لم ينزل عليه الوحى دوننا، فهو واحد من أفنائنا، وليس من أشرافنا ...
بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ أى:بل صالح فيما يدعونا إليه كذاب أَشِرٌ أى:بطر متكبر، معجب بنفسه، يقال:أشر فلان، إذا أبطرته النعمة، وصار مغرورا متكبرا على غيره، ولا يستعمل نعم الله فيما خلقت له.
وهكذا الجاهلون الجاحدون، يقلبون الحقائق، وتصير الحسنات في عقولهم سيئات، فصالح- عليه السلام- الذي جاءهم بما يسعدهم، أصبح في نظرهم كذابا مغرورا، لا يليق بهم أن يتبعوه..