ثم حكى- سبحانه- مظاهر تكذيبهم فقال:فَقالُوا أَبَشَراً مِنَّا واحِداً نَتَّبِعُهُ....
و «بشرا» منصوب على المفعولية بالفعل «نتبعه» على طريقة الاشتغال، وقدم لاتصاله بهمزة الاستفهام، لأن حقها التصدير، والاستفهام للإنكار، وواحدا صفة لقوله بَشَراً. أى:أن قوم صالح- عليه السلام- حين جاءهم برسالته التي تدعوهم إلى إخلاص العبادة لله- تعالى-، أنكروا ذلك، وقالوا:أنتبع واحدا من البشر جاءنا بهذا الكلام الذي يخالف ما كان عليه آباؤنا وأجدادنا؟.
إِنَّا إِذاً لَفِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ أى:إنا إذا لو اتبعناه لصرنا في ضلال عظيم، وفي سُعُرٍ أى وفي جنون واضح، ومنه قولهم:ناقة مسعورة، إذا كانت لا تستقر على حال، وتفرط في سيرها كالمجنونة.
أو المعنى:إنا لو اتبعناه لكنا في ضلال، وفي نيران عظيمة. فالسعر بمعنى النار المسعرة،