ثم نهاه- سبحانه- عن فعل، لا يتناسب مع خلقه الكريم صلى الله عليه وسلم فقال:وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ والمن:أن يعطى الإنسان غيره شيئا، ثم يتباهى به عليه، والاستكثار:عد الشيء الذي يعطى كثيرا.
أى:عليك- أيها الرسول الكريم- أن تبذل الكثير من مالك وفضلك لغيرك، ولا تظن أن ما أعطيته لغيرك كثيرا- مهما عظم وجل- فإن ثواب الله وعطاءه أكثر وأجزل ...
ويصح أن يكون المعنى:ولا تعط غيرك شيئا، وأنت تتمنى أن يرد لك هذا الغير أكثر مما أعطيته، فيكون المقصود من الآية:النهى عن تمنى العوض.
قال ابن كثير:قوله:وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ قال ابن عباس:لا تعط العطية تلتمس أكثر منها.
وقال الحسن البصري:لا تمنن بعملك على ربك تستكثره، وعن مجاهد:لا تضعف أن تستكثر من الخير.
وقال ابن زيد:لا تمنن بالنبوة على الناس:تستكثرهم بها، تأخذ على ذلك عوضا من الدنيا.
فهذه أربعة أقوال، والأظهر القول الأول- المروي عن ابن عباس وغيره-.