ثم ينقلب هذا الإِنسان بعد ذلك إلى أهله وعشيرته ، مبتهجا مسرورا ، بسبب فضل الله - تعالى - عليه ، ورحمته به .
وعبر - سبحانه - عن فوز هذا الإِنسان:بأنه يؤتى كتابه بيمينه ، للإِشعار بأنه من أهل السعادة والتقوى ، فقد جرت العادة أن اليد اليمنى إنما تتناول بها الأشياء الزكية الحسنة . والباء فى قوله ( بيمينه ) للملابسة أو المصاحبة ، أو بمعنى فى .
قال الآلوسى:والحساب اليسير:هو السهل الذى لا مناقشة فيه . وفسره صلى الله عليه وسلم بالعرض وبالنظر فى الكتاب ، مع التجاوز ، أخرج الشيخان عن عائشة أن النبى صلى الله عليه وسلم قال:"ليس أحد يحاسب إلا هلك "قلت يا رسول الله ، جعلنى الله فداك ، أليس الله - تعالى - يقول ( فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ .
فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً ) ، قال:ذلك العرض يعرضون ومن نوقش الحساب هلك ".
وأخرج الإِمام أحمد عن عائشة - أيضا - قالت:"سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فى بعض صلاته:"اللهم حاسبنى حسابا يسيرا "فلما انصرف قلت له:يا رسول الله ، ما الحساب اليسير؟ قال:"أن ينظر فى كتابه فيتجاوز له عنه "".