قوله تعالى{أفأصفاكم ربكم بالبنين واتخذ من الملائكة إناثا إنكم لتقولون قولا عظيما}
قال الشيخ الشنقيطي: وهذا الإنكار متوجه على الكفار في قولهم الملائكة بنات الله ،سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا فقد جعلوا له الأولاد ومع ذلك جعلوا له أضعفها وأردأها هو الإناث وهم لا يرضونها لأنفسهم وقد بين الله تعالى في هذا المعنى آيات كثيرة كقوله{ألكم الذكر وله الأنثى تلك إذا قسمة ضيزى} وقوله{أم له البنات ولكم البنون} وقوله{لو أراد الله أن يتخذ ولدا لاصطفى مما يخلق ما يشاء} أ . ه .
وقال أيضا: وقوله في هذه الآية الكريمة{إنكم لتقولون قولا عظيما} بين فيه أن ادعاء الأولاد لله سبحانه وتعالى عن ذلك علوا كبيرا ،أمر عظيم جدا ،وقد بين شدة عظمته بقوله تعالى:{وقالوا اتخذ الرحمن ولدا لقد جئتم شيئا إدّا تكاد السموات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدّا أن دعوا للرحمن ولدا وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا إن كل من في السموات والأرض إلا آتى الرحمن عبدا لقد أحصاهم وعدهم عدا وكلهم آتيه يوم القيامة فردا} .