قوله تعالى{وربك أعلم بمن في السموات والأرض وقد فضلنا بعض النبيين على بعض وآتينا داوود زبورا}
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله{وربك أعلم بمن في السموات والأرض ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض} اتخذ الله إبراهيم خليلا ،وكلم موسى تكليما ،وجعل الله عيسى كمثل آدم خلقه من تراب ،ثم قال له: كن فيكون ،وهو عبد الله ورسوله من كلمة الله وروحه ،وآتى سليمان ملكا لا ينبغي لأحد من بعده ،وآتى داوود زبورا كنا نحدث دعاء علمه داود ،تحميد وتمجيد ،ليس فيه حلال ولا حرام ،ولا فرائض ولا حدود ،وغفر لمحمد ما تقدم من ذنب وما تأخر .
قوله تعالى{ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض وآتينا داود زبورا}
بينه الله تعالى بقوله{تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات}
قال ابن كثير: وهذا لا ينافي ما في الصحيحين عن رسول صلى الله عليه وسلم أنه قال:"لا تفضلوا بين الأنبياء "،فإن المراد من ذلك هو التفضيل بمجرد التشهي والعصبية لا بمقتضى الدليل فإذا دل الدليل عل شيء وجب إتباعه ولا خلاف أن الرسل أفضل من بقية الأنبياء وأن أولي العزم منهم أفضلهم وهم الخمسة المذكوران نصا في آيتين من القرآن في سورة الأحزاب:{وإذا أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم} .
أخرج البخاري بسنده عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"خفف على داود عليه السلام القرآن فكان يأمر بدوابه فتسرج فيقرأ القرآن قبل أن تسرج دوابه ".
( الصحيح- الأنبياء ،ب قوله تعالى{وآتينا داود زبورا} رقم3417 ) .