شرح الكلمات:
{وما أرسلناك عليهم وكيلا}: أي فيلزمك إجبارهم على الإيمان .
{فضلنا بعض النبيين}: أي بتخصيص كل منهم بفضائل أو فضيلة خاصة به .
{وآتينا داود زبوراً}: أي كتاباً هو الزبور هذا نوع من التفضيل .
المعنى:
وقوله تعالى:{وربك أعلم بمن في السماوات والأرض} يخبر تعالى لرسوله والمؤمنين ضمناً أنه تعالى أعلم بمن في السماوات والأرض فضلاً عن هؤلاء المشركين فهو أعلم بما يصلحهم وأعلم بما كتب لهم أو عليهم من سعادة أو شقاء ،وأسباب ذلك من الإيمان أو الكفر ،وعليه فلا تحزنوا على تكذيبهم ولا تيأسوا من إيمانهم ،ولا تتكلفوا ما لا تطيقون في هدايتهم فقولوا التي هي أحسن واتركوا أمر هدايتهم لله تعالى هو ربهم وقوله تعالى:{ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض وآتينا داود زبوراً} ،يخبر تعالى عن إنعامه بين عباده فالذي فاضل بين النبيين وهو أكمل الخلق وأصفاهم فهذا فضله بالخلة كإبراهيم وهذا بالتكليم كموسى ،وهذا بالكتاب الحافل بالتسابيح والمحامد والعبر والمواعظ كداود ،وأنت يا محمد بمغفرته لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ،وبإرسالك إلى الناس كافة إلى غير ذلك من الإفضالات وإذا تجلت هذه الحقيقة لكم وعرفتم أن الله أعلم بمن يستحق الهداية وبمن يستحق الضلالة ،وكذا الرحمة والعذاب ففوضوا الأمر إليه ،وادعوا عباده برفق ولين وبالتي هي أحسن من غيرها من الكلمات .
الهداية:
- بيان أن الله تعالى أعلم بخلقه فهو يهب كل عبد ما أهله له حتى إنه فاضل بين أنبيائه ورسله عليهم السلام في الكمالات الروحية والدرجات العالية .