قوله تعالى{وإذا أنعمنا على الإنسان أعرض ونأى بجانبه ،وإذا مسه الشر كان يئوسا}
قال الشيخ الشنقيطي: بين جل وعلا في هذه الآية الكريمة: أنه إذا أنعم على الإنسان بالصحة والعافية والرزق أعرض عن ذكر الله وطاعته ،ونأى بجانبه أي تباعد عن طاعة ربه فلم يمتثل أمره ،ولم يجتنب نهيه ...وقد أوضح جل وعلا هذا المعنى في مواضع كثيرة من كتابه ،كقوله في سورة هود:{ولئن أذقنا الإنسان منا رحمة ثم نزعناها منه إنه ليئوس كفور ولئن أذقناه نعماء بعد ضراء مسته ليقولن ذهب السيئات عني إنه لفرح فخور} وقوله في آخر فصلت{لا يسأم الإنسان من دعاء الخير وإن مسه الشر فيئوس قنوط ولئن أذقناه رحمة منا من بعد ضراء مسته ليقولن هذا لي وما أظن الساعة قائمة ولئن رجعت إلى ربي إن لي عنده للحسنى فلننبئن الذين كفروا بما عملوا ولنذيقنهم من عذاب غليظ وإذا أنعمنا على الإنسان أعرض ونأى بجانبه وإذا مسه الشر فذو دعاء عريض} وقوله في سورة الروم{وإذا مس الناس ضر دعوا ربهم منيبين إليه ثم إذا أذاقهم منه رحمة إذا فريق منهم بربهم يشركون} ،وقوله فيها أيضا{وإذا أذقنا الناس رحمة فرحوا بها وإن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم إذا هم يقنطون} ...وقد استثنى الله من هذه الصفات عباده المؤمنين في قوله في سورة هود:{إلا الذين صبروا وعملوا الصالحات أولئك لهم مغفرة وأجر كبير} أ . ه .
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد في قوله:{ونأى بجانبه} قال: تباعد منا .
أخرج الطبري بسنده الحسن من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله:{وإذا مسه الشر كان يئوسا} يقول قنوطا .
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة{وإذا مسه الشر كان يئوسا} يقول: إذا مسه الشر أيس وقنط .