قوله تعالى{قد نرى تقلب وجهك في السماء ...}الآية
أخرج البخاري بسنده عن أنس رضي الله عنه قال:لم يبق ممن صلى القبلتين غيري .
( الصحيح 8/173 رقم4489 –تفسير سورة البقرة ،ب{قد نرى تقلب وجهك في السماء ...} .
وأخرج الطبري وابن أبي حاتم بسنديهما الحسن عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس قال:لما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ،وكان ( أكثر ) أهلها اليهود ، أمره الله انه يستقبل بيت المقدس . ففرحت اليهود . فاستقبلها رسول الله صلى الله عليه وسلم بضعة عشر شهرا ، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب قبلة إبراهيم عليه السلام ، وكان يدعو وينظر إلى السماء فأنزل الله عز وجل{قد نرى تقلب وجهك في السماء}سورة البقرة الآية:144 . فارتاب من ذلك اليهود وقالوا:{ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها} ؟. فأنزل الله عز وجل{قل لله المشرق والمغرب} .
واللفظ للطبري . وأخرجه النحاس من طريق بكر بن سهل( الناسخ والمنسوخ 1/58-59 ) ، والبيهقي ( السنن الكبرى 2/12-13 )من طريق عثمان بن سعيد الدارمي كلاهما عن عبد الله بن صالح به .
أخرج الشيخان بسنديهما عن ابن عمر ، قال:بينما الناس في صلاة الصبح بقباء إذ جاءهم آت فقال:إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أنزل عليه الليلة . وقد أمر أن يستقبل الكعبة فاستقبلوها . وكانت وجوههم إلى الشام . فاستداروا إلى الكعبة .
( صحيح البخاري رقم 4488 –التفسير ،ب{وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول} ) ، ( وصحيح مسلم رقم 562-المساجد ،ب تحويل القبلة من القدس إلى الكعبة ) .
وأخرج ابن أبي حاتم بسنده الجيد عن أبي العالية{قد نرى تقلب وجهك في السماء}يقول:قد نرى نظرك إلى السماء .
قوله تعالى{فلنولينك قبلة ترضاها}
وأخرج ابن أبي حاتم بسنده الجيد عن أبي العالية{فلنولينك قبلة ترضاها}وذلك ان الكعبة كانت أحب القبلتين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان يقلب وجهه في السماء ، وكان يهوي الكعبة ؟، فولاه الله قبلة كان يهواها ويرضاها .
وأخرجه الطبري بسند حسن عن قتادة وابن عباس بنحوه .
وقال الشيخ الشنقيطي قوله تعالى{فلنولينك قبلة ترضاها}بينه قوله بعده{فول وجهك شطر المسجد الحرام} .
قوله تعالى{فول وجهك شطر المسجد الحرام}
قال ابن أبي حاتم حدثنا أبو سعيد الأشج ، ثنا أبو سفيان يعني المعمري ، عن معمر ، عن قتادة ، قوله{فول وجهك شطر المسجد الحرام} قال:توجه .
( ورجاله ثقات وإسناده صحيح ، وأبو سفيان المعمري هو:محمد بن حميد معروف بالرواية عن معمر بن راشد وبرواية أبي سعيد عبد الله بن سعيد الأشج عنه( انظر تهذيب الكمال ل 1191 ) . أخرج الطبري بسنده الحسن من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس{شطر المسجد الحرام}نحوه . وكذا أخرجه بسنده الصحيح عن مجاهد . وأخرجه عبد الرزاق عن معمر عن قتادة( التفسير ص 50 ) . وإسناده صحيح .
وقال الطبري:حدثنا سعيد بن يحيى الأموي قال ، حدثنا أبي قال ، حدثنا ابن جريج قال ، قلت لعطاء:سمعت ابن عباس يقول:إنما أمرتم بالطواف ولم تؤمروا بدخوله . قال: قال: لم يكن ينهى عن دخوله ، ولكني سمعته يقول:أخبرني أسامة بن زيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما دخل البيت دعا في نواحيه كلها ، ولم يصل حتى خرج ، فلما خرج ركع في قبل القبلة ركعتين ، وقال:هذه القبلة .
( ورجاله ثقات إلا يحيى بن سعيد بن أبان الأموي صدوق فالإسناد حسن . وعطاء هو ابن أبي رباح كما قرر الحافظ ابن حجر في مقدمة( العجاب في بيان الأسباب ) .
وقال الطبري:حدثنا أحمد بن إسحاق الأهوازي قال ، حدثنا أبو أحمد الزبيري قال ، أخبرنا إسرائيل ، عن إسحاق ، عن عميرة بن زياد الكندي ، عن علي{فول وجهك شطر المسجد الحرام}قال:شطره:قبله .
أخرجه ابن أبي حاتم من طريق الفضل بن دكين عن إسرائيل به ، ثم قال وروي عن البراء بن عازب وابن عباس ومجاهد وقتادة نحو ذلك . وأخرجه الحاكم( المستدرك 2/269 ) ، والبيهقي( السنن الكبرى 2/3 ) ، من طريق سفيان الثوري عن أبي إسحاق السبيعي به . وصححه الحاكم ووافقه الذهبي . وذكره ابن كثير وقال:هذا قول أبي العالية ومجاهد وعكرمة وسعيد ابن جبير وقتادة والربيع بن أنس وغيرهم( التفسير 1/335 ) ، وانظر تفسير ابن أبي حاتم( 2 رقم 61-65 ) .
قوله تعالى{وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره}
أخرج عبد الرزاق بسنده الصحيح عن معمر عن قتادة{وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره}أي:تلقاءه .
قوله تعالى{وإن الذين أوتوا الكتاب ليعلمون أنه الحق من ربهم}
انظر الآية( 146 ) بعد التالية .