قوله تعالى{يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير وصد عن سبيل الله وكفر به ...}
أخرج الطبري وابن أبي حاتم عن جندب بن عبد الله ان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث رهطا وبعث عليهم أبا عبيدة بن الجراح أو عبيدة بن الحارث ، فلما ذهب ينطلق بكى صبابة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فجلس . فبعث عليهم مكانه عبد الله بن جحش وكتب له كتابا وأمره الا يقرأ الكتاب حتى يبلغ مكان كذا وكذا ، فقال: "لاتكرهن أحدا على السير معك من أصحابك ". فلما قرأ الكتاب ، استرجع ، وقال:سمعا وطاعة لله ولرسوله . فخبرهم الخبر وقرأ عليهم الكتاب ، فرجع رجلان ومضى بقيتهم ، فلقوا ابن الحضرمي فقتلوه . ولم يدروا ان ذلك اليوم من رجب او جمادى ؟ فقال المشركون للمسلمين:قتلتم في الشهر الحرام ، فأنزل الله تعالى{يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير}الآية .
أخرجه البيهقي في( السنن الكبرى9/11 ) ، وحسنه الحافظ ابن حجر( العجاب في بيان الأسباب ق87 ب )وصححه السيوطي في الدر المنثور .
قوله تعالى{والمسجد الحرام وإخراج أهله منه اكبر عند الله والفتنة أكبر من القتل}
أخرج ابن أبي حاتم بسنده الحسن عن مقسم مولى ابن عباس قوله{والمسجد الحرام}يقول:وصد عن المسجد الحرام .
أخرج ابن أبي حاتم بسنده الصحيح عن قتادة{وإخراج أهله منه}قال:إخراج محمد وأصحابه من مكة أكبر عند الله من القتال في الشهر الحرام .
أخرج ابن أبي حاتم بسنده المتقدم عن جندب بن عبد الله قوله{والفتنة اكبر من القتل}قال:في الشرك .
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة{وإخراج أهله منه اكبر عند الله}من ذلك ثم عير المشركين بأعمالهم أعمال السوء فقال{والفتنة اكبر من القتل .} أي الشرك بالله أكبر من القتل .
قوله تعالى{ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم عن استطاعوا ومن يرتدد عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون}
قال الشيخ الشنقيطي:قوله تعالى{ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا}لم يبين هنا هل استطاعوا ذلك اولا ؟ ولكنه بين في كوضع آخر انهم لم يستطيعوا ، وأنهم حصل لهم اليأس من رد المؤمنين عن دينهم ، وهو قوله تعالى{اليوم يئس الذين كفروا من دينكم}الآية .. وبين في مواضع أخر انه مظهر دين الإسلام على كل دين كقوله في براءة ، والصف ، والفتح{وهو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله}
أخرج ابن أبي حاتم بسنده الحسن عن عروة بن الزبير{ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم عن استطاعوا}أي هم مقيمون على أخبث ذلك وأعظمه غير تائبين ولا نازعين .
أخرج آدم بسنده الحسن عن محمد بن كعب قوله{ومن يرتدد منكم عن دينه}قال:من يرتد عن الحق .