قوله تعالى{يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما}
اخرج احمد بسنده عن عمر بن الخطاب قال:لما نزل تحريم الخمر قال:اللهم بين لنا في الخمر بيانا شافيا فنزلت الآية في سورة البقرة{يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير}قال:فدعي عمر فقرئت عليه . فقال:اللهم بين لنا في الخمر بيانا شافيا فنزلت الآية التي في سورة النساء{يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى}فكان منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أقام الصلاة نادى:أن لا يقربن الصلاة سكران ، فدعي عمر فقرئت عليه . فقال:اللهم بين لنا في الخمر بيانا شافيا . فنزلت الآية التي في المائدة . فدعي عمر فقرئت عليه فلما بلغ{فهل انتم منتهون}قال عمر:انتهينا انتهينا .
( المسند ح378 ) ، وأبو داود( السنن ، الأشربة ح3670 ) ، والترمذي( السنن-التفسير ح3049 ) ، والحاكم( المستدرك2/278 ) ، وصححه احمد شاكر في تعليقه على المسند ونقل ابن كثير تصحيحه عن علي بن المديني ، وصححه الترمذي والحاكم ووافقه الذهبي ، وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي .
أخرج البخاري بسنده عن ابن عمر قال:سمعت عمر رضي الله عنه على منبر النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "أما بعد أيها الناس غنه نزل تحريم الخمر وهي من خمسة:من العنب والتمر والعسل والحنطة والشعير والخمر ما خامر العقل ".
( الصحيح-تفسير سورة المائدة-باب 10ح4619 ) .
قال مسلم:حدثنا أبو الربيع العتكي وأبو كامل قالا:حدثنا حماد بن زيد ، حدثنا أيوب عن نافع ، عن ابن عمر . قال: قال رسول اللهصلى الله عليه وسلم: "كل مسكر خمر . وكل مسكر حرام . ومن شرب الخمر في الدنيا فمات وهو يدمنها ، لم يتب ، لم يشربها في الآخرة ".
( الصحيح 3/1587 ح2003- ك الأشربة ،ب بيان ان كل مسكر خمر وان كل خمر حرام ) .
أخرج ابن أبي حاتم بسنده الحسن عن ابن عمر قال:الميسر هو القمار .
أخرج الطبري وابن أبي حاتم بسند حسن عن ابن عباس قوله{قل فيهما إثم كبير}يعني ما ينقص من الدين عند شربها{ومنافع}يقول ما يذهب من الدين والإثم فيه ، أكبر مما يصيبون في فرحها إذا شربوها .
قال الشيخ الشنقيطي:قوله تعالى:قوله تعالى{قل فيهما إثم كبير}لم يبين هنا ما هذا الإثم الكبير ؟ ولكنه بين في آية أخرى انه إيقاع العداوة والبغضاء بينهم والصد عن ذكر الله وعن الصلاة وهي قوله{إنما يريد الشيطان ان يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل انتم منتهون} .
قوله تعالى{ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو ...}الآية
أخرج الطبري وابن أبي حاتم بسند حسن عن ابن عباس قوله{ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو}قال:كان هذا قبل ان تفرض الصدقة .
قال مسلم:حدثنا قتيبة بن سعد . حدثنا ليث . ح وحدثنا محمد بن رمح . أخبرنا الليث عن أبي الزبير ، عن جابر . قال: أعتق رجل من بني عذرة عبدا له عن دبر . فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه فقال: "ألك مال غيره ؟"فقال:لا . فقال: "من يشتريه مني ؟"فاشتراه نعيم بن عبد الله العدوي بثمانمائة درهم . فجاء بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فدفعها إليه . ثم قال: "ابدأ بنفسك فتصدق عليها . فإن فضل شئ فلأهلك . فإن فضل عن أهلك شئ فلذي قرابتك . فإن فضل عن ذي قرابتك شئ فهكذا وهكذا "يقول:فبين يديك وعن يمينك وعن شمالك .
( الصحيح 2/292-293 ح997- ك الزكاة ،باب الابتداء في النفقة بالنفس ...) . وهذا على القول بأن العفو معناه:ما فضل عن مال المسلم .
قوله تعالى{كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون في الدنيا والآخرة}
أخرج الطبري وابن أبي حاتم بسند حسن عن ابن عباس{كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون في الدنيا والآخرة}قال:يعني في زوال الدنيا وفنائها وإقبال الآخرة وبقائها .
وأخرج عبد الرزاق بسند صحيح عن قتادة في قوله تعالى{لعلكم تتفكرون في الدنيا والآخرة}قال:يقول:لعلكم تتفكرون في الدنيا والآخرة ، فتعرفون فضل الآخرة على الدنيا .
قوله تعالى{ويسألونك عن اليتامى قل إصلاح لهم خير وإن تخالطوهم فإخوانكم والله يعلم المفسد من المصلح ...}الآية
( أخرج احمد( المسند ح3002 ) ، والطبري وابن أبي حاتم في تفسيريهما والنسائي( السنن-الوصايا ،باب ما للوصي من مال اليتيم 5/276 )والحاكم( المستدرك2/278 )عن ابن عباس قال:لما نزلت{ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن}عزلوا أموال اليتامى حتى جعل الطعام يفسد واللحم ينتن فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فنزلت{وإن تخالطوهم فإخوانكم والله يعلم المفسد من المصلح}قال:فخالطوهم .
وهذا لفظ احمد . وصححه الحاكم ووافقه الذهبي ، وحسنه الألباني في ( صحيح سنن النسائي ح 3430 )وحسنه احمد شاكر في تعليقه على المسند .
قوله تعالى{ولو شاء الله لأعنتكم}
أخرج الطبري وابن أبي حاتم بسند حسن عن ابن عباس{ولو شاء الله لأعنتكم}يقول:لو شاء الله لأخرجكم فضيق عليكم ولكنه وسع ويسر فقال{ومن كان غنيا فليستعفف ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف}سورة النساء آية( 6 ) .