قوله تعالى{ولقد أوحينا إلى موسى أن أسر بعبادي فاضرب لهم طريقا في البحر يبسا لا تخاف دركا ولا تخشى}
قال الشيخ الشنقيطي: ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة أنه أوحى إلى نبيه موسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام أن يسري بعباده ،وهم بنو إسرائيل فيخرجهم من قبضة فرعون ليلا ،وأن يضرب لهم طريق في البحر يبسا ،أي يابسا لا ماء فيه ولا بلل ،وأنه لا يخاف من فرعون وراءه أن يناله بسوء ،ولا يخشى البحر أمامه أن يغرق قومه .وقد أوضح هذه القصة في غير هذا الموضع كقوله في سورة الشعراء{وأوحينا إلى موسى أن أسر بعبادي إنكم متبعون فأرسل فرعون في المدائن حاشرين إن هؤلاء لشرذمة قليلون وإنهم لنا لغائطون وإنا لجميع حاذرون فأخرجنهم من جنات وعيون وكنوز ومقام كريم كذلك وأورثناها بني إسرائيل فأتبعوهم مشرقين فلما تراءى الجمعان قال أصحاب موسى إنا لمدركون قال كلا إن معي ربي سيهدين فأوحينا إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم}
قال البخاري: حدثني يعقوب بن إبراهيم حدثنا روح ،حدثنا شعبة ،حدثنا أبو بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:"لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ،واليهود تصوم عاشوراء ،فسألهم فقالوا: هذا اليوم الذي ظهر فيه موسى على فرعون ،فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"نحن أولى بموسى منهم فصوموه ".
( صحيح البخاري8/288- ك التفسير- سورة طه ،ب ( الآية ) ح4737 ) .
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد قوله{يبسا} ،قال: يابسا .
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله{لا تخاف دركا ولا تخشى} يقول:{لا تخاف} من آل فرعون{دركا ولا تخشى} من البحر غرقا .