{دَرَكاً}: الدرك: اللحوق .
استطاع موسى أن يؤكد مواقع القوة في حركة رسالته ،بحيث ترك تأثيره على قومه ،فعاشوا لأول مرة إرادة الحرية ونعمتها بعد أن كانوا يخافون من مجرد التفكير فيها ولو في سرهم .وبدأت عملية المواجهة على الأرض بين موسى وفرعون .
{وَلَقَدْ أَوْحَيْنَآ إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادي} إلى أرض الحرية الجديدة بعيداً عن سطوة فرعون ،فإذا لم تستطع أن تحصل على الإذن منه بأن يرسل معك بني إسرائيل ،فتقدم لتتسلم زمام المبادرة من دون حاجة إلى إذنه ،لأنك لم تعد بحاجة إليه بعد أن أصبحت في موقف القوة ،وأصبح هو في موقف الضعف .وستجد أمامك معجزة جديدة ،فستدخل البحر من دون أن يكون هناك جسر تقطعه ،ولا سفينة تُقِلُّكَ وقومك ،وسيحوّل الله البحر إلى أرض يابسة حتى تنتهي إلى الشاطىء الآخر ،فَسْرِ بقومك ،{فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقاً فِي الْبَحْرِ يَبَساً} فإذا ضربت البحر بعصاك فسينشق الماء أمامك ،وتبدو الأرض بشكل مفاجىء معجز ،{لاَّ تَخَافُ دَرَكاً وَلاَ تَخْشَى} لأنك تسير بأمان الله ،فلا تخاف نقصاً ولا تخشى ملاحقة ومضايقة من فرعون وقومه .