قوله تعالى{يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة مخلقة وغير مُخلقة لنبين لكم ونقرّ في الأرحام ما نشاء إلى أجل مسمى ثم نُخرجكم طفلا ثم لتبلغوا أشدّكم ومنكم من يُتوفى ومنكم من يُردّ إلى أرذل العمر لكيلا يعلم من بعد علم شيئا وترى الأرض هامدة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزّت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج}
قال الشيخ الشنقيطي: هذه الآية الكريمة والآيات التي بعدها ،تدل على أن جدال الكفار المذكور في قوله:{ومن الناس من يجادل في الله بغير علم} يدخل فيه جدالهم في إنكار البعث ،زاعمين أنه جل وعلا لا يقدر أن يحيي العظام الرميم ،سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا ...
انظر حديث ابن مسعود في سورة الرعد آية ( 8 ) .
وانظر سورة المؤمنون آية ( 12-14 ) لبيان خلق أطوار الإنسان .
وانظر حديث البخاري عن ابن عمر المتقدم عند الآية ( 8 ) من سورة الرعد .وهو حديث:"مفاتيح خمسة ...".
قال الطبري: حدثنا أبو كريب ،قال: ثنا أبو معاوية ،عن داود بن أبي هند ،عن عامر ،عن علقمة ،عن عبد الله قال: إذا وقعت النطفة في الرحم ،بعث الله ملكا فقال: يا رب مخلقة ،أو غير مخلقة ؟فإن قال: غير مخلقة مجتها الأرحام دما وإن قال: مخلقة ،قال: يا رب فما صفة هذه النطفة أذكر أم أنثى ما رزقها ما أجلها أشقي أو سعيد ؟قال: فيقال له: انطلق إلى أم الكتاب فاستنسخ منه صفة هذه النطفة .قال: فينطلق الملك فينسخها فلا تزال معه حتى يأتي على آخر صفتها .
( التفسير17-117 ،وأخرجه ابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير3/207 )من طريق داود به ،ورجاله ثقات رجال الصحيح ،إلا أن أبا معاوية قد يهم في غير حديث الأعمش .والحديث له حكم الرفع لأنه لا مدخل للرأي فيه ،وسيأتي بعضه في حديث الصحيحين من طريق زيد بن وهب عن ابن مسعود مرفوعا عند الآية ( 12-14 ) من سورة المؤمنين ) .
أخرج عبد الرزاق بسنده الصحيح عن قتادة في قول الله{مخلقة وغير مخلقة} قال: تامة وغير تامة .
أخرج آدم بن أبي إياس بسنده الصحيح عن مجاهد ،قوله{ونقر في الأرحام ما نشاء إلى أجل مسمى} قال: التمام .
أخرج عبد الرزاق بسنده الصحيح عن قتادة{اهتزت وربت} قال: حسنت ،وعرفت الغيث في ربوها .
أخرج عبد الرزاق بسنده الصحيح عن قتادة{وأنبتت من كل زوج بهيج} قال: حسن .