قوله تعالى{إنه كان فريق من عبادي يقولون ربنا آمنا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الراحمين فاتخذتموهم سخريا حتى أنسوكم ذكري وكنتم منهم تضحكون}
قال الشيخ الشنقيطي: قوله تعالى{إنه كان فريق من عبادي يقولون ربنا آمنا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الراحمين ،فاتخذتموهم سخريا حتى أنسوكم ذكري وكنتم منهم تضحكون} .قد تقرر في الأصول في مسلك الإيماء والتنبيه ،أن إن المكسورة المشددة من حروف التعليل كقولك: عاقبة إنه مسيء: أي لأجل إساءته .وقوله في هذه الآية{إنه كان فريق من عبادي} الآيتين .يدل فيه لفظ إن المكسورة المشددة ،على أن من الأسباب التي أدخلتهم النار هو استهزاؤهم ،وسخريتهم من هذا الفريق المؤمن الذي يقول:{ربنا آمنا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الراحمين} فالكفار يسخرون من ضعفاء المؤمنين في الدنيا حتى ينسيهم ذلك ذكر الله ،والإيمان به فيدخلون بذلك النار .
وما ذكره تعالى في هاتين الآيتين الكريمتين أشار له في غير هذا الموضع ،كقوله تعالى{إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون وإذا مروا بهم يتغامزون} .