قوله تعالى{يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد إيمانكم كافرين . وكيف تكفرون وانتم تتلى عليكم آيات الله وفيكم رسوله}
قال ابن كثير:يحذر تبارك وتعالى عباده المؤمنين عن ان يطيعوا طائفة من اهل الكتاب الذين يحسدون المؤمنين على ما آتاهم الله من فضله وما منحهم من إرسال رسوله كما قال تعالى{ود كثير من اهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند انفسهم}الآية ، وهكذا قال ههنا:{إن تطيعوا فريقا منالذين أوتوا الكتاب يردونكم بعد إيمانكم كافرين}ثم قال تعالى{وكيف تكفرون وانتم تتلى عليكم آيات الله وفيكم رسوله}يعني ان الكفر بعيد منكم وحاشاكم منه ، فإن آيات الله تنزل على رسوله ليلا ونهارا وهو يتلوها عليكم ويبلغها إليكم ،وهذا كقوله تعالى:{وما لكم لا تؤمنون بالله والرسول يدعوكم لتؤمنوا بربكم وقد أخذ ميثاقكم إن كنتم مؤمنين}الآية بعدها .
أخرج ابن أبي حاتم بسنده الصحيح عن قتادة قوله{وكيف تكفرون وانتم تتلى عليكم آيات الله وفيكم رسوله}قال:علمان بينان:نبي الله وكتاب الله ، فأما نبي الله فمضى عليه الصلاة والسلام ، وأما كتاب الله فأبقاه الله بين أظهركم رحمة من الله ونعمة في حلاله وحرامه وطاعته ومعصيته .
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة:قوله{يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد إيمانكم كافرين}قد تقدم الله إليكم فيهم كما تسمعون ، وحذركم وأنبأكم بضلالتهم ، فلا تؤمنوهم على دينكم ولا تنتصحوهم على أنفسكم ، فإنهم العداء الحسدة الضلال . كيف تأتمنون قوما كفروا بكتابهم ، وقتلوا رسلهم ، وتحيروا في دينهم ، وعجزوا عن انفسهم ؟ أولئك والله هم اهل التهمة والعداوة .
قال ابن أبي حاتم:حدثنا الحسين بن السكن ، ثنا أبو زيد النحوي ، أنبأ قيس ابن الربيع ، عن الأغر بن الصباح ، عن خليفة بن حصين ، عن أبي نصر ، عن ابن عباس قال:كانت بين الأوس والخزرج حرب في الجاهلية ، فبينما هم يوما جلوس إذ ذكروا ما بينهم حتى غضبوا ، فقام بعضهم على بعض بالسلاح فنزلت:{وكيف تكفرون وانتم تتلى عليكم آيات الله وفيكم رسوله}الآية كلها .
( التفسير-آل عمران آية( 1 . 1ح1 . 69 ) . وأخرجه الطبري( التفسير7/63ح7535 )عن أبي كريب عن الحسن بن عطية عن قيس به . وأخرجه البخاري( التاريخ الكبير9/76 )من طريق إبراهيم ابن نصر عن الأشجعي عن سفيان الثوري عن الأغر به . والحديث بهذه المتابعات حسن( انظر تفسير ابن أبي حاتم-الموضع المذكور أعلاه ) .
قوله تعالى{ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم}
قال ابن أبي حاتم:حدثنا أبي ، ثنا عمرو بن رافع ، ثنا سليمان يعني:ابن عامر عن الربيع بن انس في قوله:{ومن يعتصم بالله}والاعتصام هو:الثقة بالله .
وسنده حسن .
وانظر حديث النواس بن سمعان المتقدم عند الآية( 6 )من سورة الفاتحة .