قوله تعالى{إن يمسسكم قرح فقد مس قوم قرح مثله}
قال الشيخ الشنقيطي:قوله تعالى{إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله}المراد بالقرح الذي مس المسلمين هو ما أصابهم يوم أحد من القتل والجراح كما أشار له تعالى في هذه السورة الكريمة في مواضع متعددة كقوله{ولقد كنتم تمنون الموت من قبل أن تلقوه فقد رأيتموه وأنتم تنظرون}وقوله{ويتخذ منكم شهداء}الآية . وقوله:{حتى إذا فشلتم وتنازعتم في المر وعصيتم من بعد ما أراكم ما تحبون منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة ثم صرفكم عنهم ليبتليكم} ،وقوله:{إذ تصعدون ولا تلوون على أحد والرسول يدعوكم في أخراكم} ، ونحو ذلك من الآيات . وأما المراد بالقرح الذي مس القوم المشركين ،فيحتمل انه هو ما أصابهم يوم بدر من القتل والأسر ، وعليه فإليه الإشارة بقوله:{إذ يوحي ربك إلى الملائكة أني معكم فثبتوا الذين آمنوا سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان . ذلك بأنهم شاقوا الله ورسوله ومن يشاقق الله ورسوله فإن الله شديد العقاب} ،ويحتمل أيضا انه هزيمة المشركين اولا يوم احد كما سيأتي قريبا عن شاء الله تعالى وقد أشار إلى القرحين معا بقوله:{أو لما أصابكم مصيبة قد أصبتم مثليها} .
أخرج آدم بسنده الصحيح عن مجاهد في قوله:{إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله} قال: جراح وقتل .
قوله تعالى:{وتلك الأيام نداولها بين الناس}
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله:{وتلك الأيام نداولها بين الناس}إنه والله لولا الدول ما أوذي المؤمنون ، لكن يدال للكافر من المؤمن ، ويبتلى المؤمن بالكافر ، ليعلم الله من يطيعه ممن يعصيه ، ويعلم الصادق من الكاذب .
قوله تعالى:{وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء}
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله:{وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء} ، فكرم الله أولياءه بالشهادة بأيدي عدوهم ، ثم تصير حواصل الأمور وعواقبها لهل طاعة الله .