قوله تعالى{قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم ثم إلى ربكم ترجعون} قال الشيخ الشنقيطي: ظاهر هذه الآية الكريمة أن الذي يقبض أرواح الناس ملك واحد معين ،وقد بين تعالى في آيات أخر أن الناس تتوفاهم ملائكة لا ملك واحد كقوله تعالى{إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم} الآية ،وقوله تعالى{فكيف إذا توفتهم الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم} .
أخرجه الطبري بسنده الحسن عن قتادة{قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم} قال: ملك الموت يتوفاكم ومعه أعوان من الملائكة .
قال ابن كثير: قال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي ،حدثنا يحيى بن أبي يحيى المقري ،حدثنا عمر بن سمرة عن جعفر بن محمد قال: سمعت أبي يقول: نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ملك الموت عند رأس رجل من الأنصار ،فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ( يا ملك الموت ،ارفق بصاحبي فإنه مؤمن ) . فقال ملك الموت: يا محمد ،طب نفسا وقر عينا فإني بكل مؤمن رفيق ،واعلم أن ما في الأرض بيت مدر ولا شعر ،في بر ولا بحر ،إلا وأنا أتصفحه في كل يوم خمس مرات حتى إني أعرف بصغيرهم وكبيرهم منهم بأنفسهم ،والله يا محمد لو أني أردت أن أقبض روح بعوضة ما قدرت على ذلك حتى يكون الله هو الآمر بقبضها .قال جعفر: بلغني أنه إنما يتصفحهم عند مواقيت الصلاة ،فإذا حضرهم عند الموت فإن كان ممن يحافظ على الصلاة دنا منه الملك ،ودفع عنه الشيطان ،ولقنه الملك"لا إله إلا الله ،محمد رسول الله "في تلك الحال العظيمة .