قوله تعالى: ( إن يشأ يذهبكم أيها الناس ويأت بآخرين وكان الله على ذلك قديرا )
قال الشيخ الشنقيطي: ذكر تعالى في هذه الآية الكريمة أنه إن شاء أذهب الناس الموجودين وقت نزولها ،وأتى بغيرهم بدلا منهم ،وأقام الدليل على ذلك في موضع آخر ،وذلك الدليل هو أنه أذهب من كان قبلهم وجاء بهم بدلا منهم وهو قوله تعالى ( إن يشأ يذهبكم ويستخلف من بعدكم ما يشاء كما أنشأكم من ذرية قوم آخرين ) .وذكر في موضع آخر: أنهم إن تولوا أبدل غيرهم وأن هؤلاء المبدلين لا يكونون مثل المبدل منهم بل يكونون خيرا منهم ،وهو قوله تعالى( وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم ) .وذكر في موضع آخر: أن ذلك هين عليه غير صعب وهو قوله تعالى ( إن يشأ يذهبكم ويأت بخلق جديد وما ذلك على الله بعزيز ) أي: ليس بممتنع ولا صعب .
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة في قوله: ( إن يشأ يذهبكم أيها الناس ويأت بآخرين وكان الله على ذلك قديرا ) ، قادر و الله ربنا على ذلك: أن يهلك من يشاء من خلقه ،و يأتي بآخرين من يعدهم .