/م131
{ إن يشأ يذهبكم أيها الناس} إذا علمتم أيها الناس أن لله ما في السماوات وما في الأرض يتصرف فيه كيف شاء فاعلموا أنه إن يشأ أن يذهبكم بعذاب ينزله بكم أو أمة قوية يسلطها عليكم فتسلب استقلالكم حتى تجعلكم عبيدا أو كالعبيد لها لا تستطيعون أن تقوموا بمصالحكم ومنافعكم التي بها وحدتكم فإن يذهبكم{ ويأت بآخرين} يحلون محلكم في الوجود أو الحكم والتصرف .وقال في سورة أخرى:{ إن يشأ يذهبكم ويأت بخلق جديد ، ما ذلك على الله بعزيز} [ إبراهيم:20 ،19] وفي سورة أخرى:{ وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ، ثم لا يكونوا أمثالكم} [ محمد:38] قيل إن الآية من قبيل هاتين الآيتين في تهديد المشركين الذين كانوا يؤذون النبي صلى الله عليه وسلم ويقاومون دعوته .والظاهر أنها تنبيه للناس وتوجيه لأفكارهم إلى التأمل في سننه تعالى بحياة الأمم وموتها وكون هذه السنن إذا تعلقت بها المشيئة لا مرد لها{ وكان الله على كل ذلك قديرا} لأن بيده ملكوت كل شيء .