قوله تعالى: ( وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن جاءتهم آية ليؤمنن بها قل إنما الآيات عند الله وما يشعركم أنها إذا جاءت لا يؤمنون ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة ونذرهم في طغيانهم يعمهون ولو أننا أنزلنا إليهم الملائكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شيء قبلا ما كانوا ليؤمنوا إلا إن يشاء الله ولكن أكثرهم يجهلون )
أخرج آدم بن أبي إياس بسنده الصحيح عن مجاهد في قول الله ( لئن جاءتهم آية ليؤمنن بها ) إلى قوله ( يجهلون ) سألت قريش محمد صلى الله عليه وسلم أن يأتيهم بآية ،واستحلفهم: ليؤمن بها .
أخرج آدم بن أبي إياس بسنده الصحيح عن مجاهد في قول الله ( وما يشعركم ) قال: ما يدريكم .قال: ثم أخبر عنهم أنهم لا يؤمنون .
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال: أخبر الله سبحانه ما العباد قائلون قبل أن يقولوه ،وعملهم قبل أن يعملوه ،قال: ولا ينبئك مثل خبير: ( أن تقول نفس يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله وإن كنت لمن الساخرين أو تقول لو أن الله هداني لكنت من المتقين ،أو تقول حين ترى العذاب لو أن لي كرة فأكون من المحسنين ) سورة الزمر ( 56-58 ) يقول: من المهتدين .فأخبر الله سبحانه أنهم لو ردوا إلى الدنيا ،لما استقاموا على الهدى وقال ( لو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون ) وقال ( ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة ) قال: لو ردوا إلى الدنيا لحيل بينهم وبين الهدى ،كما حلنا بينهم وبينه أول مرة وهم في الدنيا .
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله: ( ولو أننا نزلنا إليهم الملائكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شيء قبلا ما كانوا ليؤمنوا ) وهم أهل الشقاء ،ثم قال: ( إلا إن يشاء الله ) ،وهم أهل السعادة الذين سبق لهم في علمه أن يدخلوا في الإيمان .
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله: ( وحشرنا عليهم كل شيء قبلا ) يقول: معاينة .