قوله تعالى{فاصبر لحكم ربك ولا تكن كصاحب الحوت إذ نادى وهو مكظوم لولا أن تداركه نعمة من ربه لنبذ بالعراء وهو مذموم} .
قال ابن كثير: يقول تعالى{فاصبر} يا محمد على أذى قومك لك وتكذيبهم ،فإن الله سيحكم لك عليهم ،ويجعل العاقبة لك ولأتباعك في الدنيا والآخرة{ولا تكن كصاحب الحوت} يعني: ذا النون ،وهو يونس ابن متى عليه السلام ،حين ذهب مغاضبا على قومه فكان من أمره ما كان من ركوبه في البحر والتقام الحوت له ،وشرود الحوت في البحر وظلمات غمرات اليم ،وسماعه تسبيح البحر بما فيه للعلي القدير ،الذي لا يرد ما أنفذه من التقدير ،فحينئذ نادى في الظلمات{أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين} .
قال الله{فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين} وقال تعالى:{فلولا أنه كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون} .
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بني طلحة عن ابن عباس قوله:{إذ نادى وهو مكظوم} يقول: مغموم .
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة{فاصبر لحكم ربك ولا تكن كصاحب الحوت إذ نادى وهو مكظوم} يقول: لا تعجل كما عجل ،ولا تغضب كما غضب .