قوله تعالى:{الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ...}
انظر حديث البخاري الآتي عند الآية رقم ( 2 ) من سورة الجمعة .
أخرج الطبري بسنده الحسن عن السدي قوله:{الذين يتبعون الرسول النبي الأمي} هذا محمد صلى الله عليه وسلم .
قال البخاري: حدثنا محمد بن سنان ،حدثنا فليح ،حدثنا هلال ،عن عطاء بن يسار قال: لقيت عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قلت: أخبرني عن صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في التوراة ،قال: أجل .والله إنه لموصوف في التوراة ببعض صفته في القرآن:"يا أيّهَا النّبيّ إنّا أرْسلناكَ شاهِدا ومبشّرا ونذِيرا وحرزا للأميين ،أنت عبدي ورسولي ،سميتك المتوكل ،ليس بفظّ ولا غليظ ولا سخّاب في الأسواق ،لا يَدفع بالسيئة السيئة ،ولكن يعفو و يغفر ،ولن يقبضه الله حتى يقيم به الملة العوجاء ،بأن يقولوا: لا إله إلاّ الله ويفتح بها أعين عمي وآذان صم وقلوب غلف ".تابعه عبد العزيز بن أبي سلمة عن هلال عن عطاء عن ابن سلام .غلف: كل شيء في غلاف ،سيف أغلف ،وقوس غلفاء ،ورجل أغلف: إذا لم يكن مختونا .
( الصحيح 4/402 ح 2125 – ك البيوع ،ب كراهية السخب في الأسواق ) .
وانظر حديث أحمد عن واثلة بن الأسقع المتقدم تحت الآية ( 3 – 4 ) من سورة آل عمران .وهو حديث:"أنزلت التوراة لست مضين ...".
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قال الله:{الذي يجدونه مكتوبا عندهم} يقول: يجدون نعته وأمره ونبوته مكتوبا عندهم .
قال النسائي: أخبرنا سويد قال: أنبأنا عبد الله ،عن معمر ،عن الزهري ،عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث ،عن أبيه قال: سمعت عثمان رضي الله عنه يقول: اجتنبوا الخمر فإنها أم الخبائث ،إنه كان رجل ممن خلا قبلكم تعبد ،فعلقته امرأة غوية ،فأرسلت إليه جاريتها فقالت له: إنا ندعوك للشهادة .فانطلق مع جاريتها ،فطفقت كلما دخل بابا أغلقته دونه ،حتى أفضى إلى امرأة وضيئة عندها غلام وباطية خمر ،فقالت: إني والله ما دعوتك للشهادة ولكن دعوتك لتقع علي أو تشرب من هذه الخمرة كأسا أو تقتل هذا الغلام قال: فاسقيني من هذا الخمر كأسا ،فسقته كأسا قال: زيدوني ،فلم يرم حتى وقع عليها وقتل النفس ،فاجتنبوا الخمر فإنها والله لا يجتمع الإيمان وإدمان الخمر إلا ليوشك أن يخرج أحدهما صاحبه .
( السنن 8/315 – ك الأشربة ،ب ذكر الآثام المتولدة عن شرب الخمر ) ،وأخرجه ابن حبان في صحيحه ( الإحسان 12/168 – 169 ح 5348 ) من طريق عمر بن سعيد عن الزهري به مرفوعا .وأخرجه الضياء من طريق ابن إسحاق عن الزهري مختصرا بلفظ:"فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم سماها أم الخبائث "( المختارة 1/464 ح 338 ) ،وقال الدارقطني: والموقوف هو الصواب ( العلل 3/41 ) .وذكره ابن كثير في تفسير سورة المائدة 3/180 وقال: وهذا إسناد صحيح .وقال الألباني في ( صحيح سنن النسائي 3/1147 ح 5236 ): صحيح موقوف .
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس:{ويحرم عليهم الخبائث} ،وهو لحم الخنزير والربا ،وما كانوا يستحلونه من المحرمات من المآكل التي حرمها الله .
قوله تعالى{ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم}
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس:{ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم} ،ما كان الله أخذ عليهم من الميثاق فيما حرم عليهم .يقول: يضع ذلك عنهم .