قوله تعالى:{انفروا خفافا وثقالا وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون}
قال الشيخ الشنقيطي: لا يخفى ما في هذه الآية من التشديد في الخروج إلى الجهاد على كل حال ،ولكنه تعالى بين رفع هذا التشديد بقوله{ليس على الضعفاء ولا على المرضى ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج} الآية ،فهي ناسخة لها .
قال البخاري: حدثنا إٍسماعيل ،حدثني مالك ،عن أبي الزناد ،عن الأعرج ،عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( تكفل الله لمن جاهد في سبيله لا يخرجه إلا الجهاد في سبيله وتصديق كلماته بأن يدخله الجنة ،أو يرجعه إلى مسكنه الذي خرج منه مع ما نال من أجر أو غنيمة ) .
[ الصحيح 13/450 ح 7457 – ك التوحيد ،ب قوله تعالى{ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين} .وأخرجه مسلم في [ الصحيح 3/1495 ح 1876 – ك الإمارة ،ب فضل الجهاد والخروج في سبيل الله] .
قال ابن حبان: أخبرنا أبو يعلى ،حدثنا عبد الرحمن بن سلام الجمحي ،حدثنا حماد بن سلمة ،عن ثابت عن أنس أن أبا طلحة قرأ سورة براءة ،فأتى على هذه الآية{فانفروا خفافا وثقالا} فقال: ألا أرى ربي يستنفرني شابا وشيخا ،جهزوني ،فقال له بنوه: قد غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قبض ،وغزوت مع أبي بكر حتى مات ،وغزوت مع عمر فنحن نغزو عنك ،فقال: جهزوني ،فجهزوه وركب البحر ،فمات ،فلم يجدوا له جزيرة يدفنونه فيها إلا بعد سبعة أيام ،فلم يتغير .
[ الإحسان 16/152 – ك إخباره صلى الله عليه وسلم عن مناقب الصحابة] ،وأخرجه الحاكم في [ المستدرك 3/353] من طريق ابن المبارك عن حماد بن سلمة به ،وقال: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ،وسكت الذهبي .وأورده الهيثمي في [ مجمع الزوائد 9/312 – 313] وعزاه إلى أبي يعلى والطبراني وقال: رجاله رجال الصحيح .
وانظر حديث البخاري أيضا تحت الآية رقم ( 191 ) من سورة البقرة .
وانظر حديث أبي هريرة المتقدم عند الآية 216 من سورة البقرة .
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد:{انفروا خفافا وثقالا} قال: شبابا وشيوخا ،وأغنياء ومساكين .
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة:{خفافا وثقالا} قال: نشاطا وغير نشاط .