قوله:{إن الله لا يظم الناس شيئا ولكن الناس أنفسهم يظلمون} هؤلاء الذين لم ينفعهم سمعهم ؛إذ لم يستمعوا ،ولم ينفعهم بصرهم ؛إذ لم يبصروا .إنما ظلموا هم أنفسهم ولكن الله ليظلمهم ؛فقد لزمتهم الحجة من الله الذي وهبهم السمع والبصر لكي يستمعوا بآذانهم ،ويشاهدوا بأبصارهم دعوة الحق المجلجل .الحق .الذي تنطق به كلمات الله في قرآنه المجيد ؛فالله سبحانه لا يفعل بخلقه مالا يستحقون منه ،ولا يعاقبهم إلا بما أسلفوا من الكفر والمعاصي ،بعد أن لزمتهم الحجة .وفي الحديث مما رواه مسلم عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل: ( يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما ؛فلا تظلموا ) إلى قوله ك ( يا عبدي غنما هي أعمالكم أحصيها لكم قم أوفيكم إياها ،فمن وجد خيرا ؛فليحمد الله ،ومن وجد غير ذلك ؛فلا يلومن إلا نفسه ){[1987]} .