قوله:{قل إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون} هذا وعيد مخوف من الله للذين يختلفون الكذب على الله بزعمهم أن الله اتخذ ولدا فأضافوا إليه الشركاء والأنداد ،وهو سبحانه منزه عن ذلك كله –يتوعدهم بأنهم{لا يفلحون} لن يفوز هؤلاء لا في الدنيا ولا في الآخرة .أما في الدنيا فيبتليهم الله بالعاهات النفسية والشخصية والاجتماعية وغير ذلك من ألوان العاهات والكروب والأزمات ليكابدوا في حياتهم القلق والرهق واضطراب الأعصاب .وما الدنيا في حق هؤلاء الظالمين الذين خسروا أنفسهم إلا المتاع العاجل الزائل الذي ما يلبث أن ينقشع كما تنقشع السحابة ؛إذ تلوح في أفق السماء مدة عابرة من الزمان ثم تختفي .وأما في الآخرة: فيصيرون إلى النار حيث العذاب الحارق الواصب الذي لا يفني ولا يزول .وهذا مقتضى قوله سبحانه:{متاع في الدنيا ثم إلينا مرجعكم ثم نذيقهم العذاب الشديد بما كانوا يكفرون} .