استئناف افتتح بأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يقول لتنبيه السامعين إلى وعي ما يرد بعد الأمر بالقول بأنه أمر مهم بحيث يطلب تبليغه ،وذلك أن المَقُول قضية عامة يحصل منها وعيد للذين قالوا: اتخذ الله ولداً ،على مقالتهم تلك ،وعلى أمثالها كقولهم:{ ما في بطون هذه الأنعام خالصة لذكورنا ومحرَّم على أزواجنا}[ الأنعام: 139] وقولهم: ما كان لآلهتهم من الحَرث والأنعام لا يصل إلى الله وما كان لله من ذلك يصل إلى آلهتهم ،وقولهم:{ لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعاً}[ الإسراء: 90] وأمثال ذلك .فذلك كله افتراء على الله ،لأنهم يقولونه على أنه دين ،وماهية الدين أنه وضع إلهي فهو منسوب إليه ،ويحصل من تلك القضية وعيد لأمثال المشركين من كل من يفتري على الله ما لم يقله ،فالمقول لهم ابتداءاً هم المشركون .
والفلاح: حصول ما قصده العامل من عمله بدون انتقاض ولا عاقبة سوء .وتقدم في طالع سورة البقرة ( 5 ) .فنفي الفلاح هنا نفي لحصول مقصودهم من الكذب وتكذيب محمد صلى الله عليه وسلم .