{ قل إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون 69} .
أمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم ليبين لهم مغبة من يفتري الكذب في قولهم اتخذ الله ولدا ، وأن الأصنام شفعاء لله بقولهم ما نعبدهم إلا ليقربوا إلى الله زلفى ، وهم في ذلك كاذبون ، ومعنى يفترون الكذب ، أي يقطعون من الكذب قطعا وينسلون إلى الله ما لا برهان له .
وعد سبحانه بالموصول للدلالة على أنه السبب في الحكم عليهم بعدم الفوز وما يفوزون به في الدنيا إنما هو الأمد القصير ، وليس بفوز ما تكون عاقبته عذابا شديدا وندما كبيرا .
والافتراء يكبر ويكبر المفتري عليه ، وهؤلاء افتروا على خالق الوجود وهو الله جل جلاله ، وأكد سبحانه عدم فلاحهم بكلمة{ إن} ، والتعبير بالمضارع في كلمة لا يفلحون يدل على الاستمرار ، وإن من شأن الكاذب على الله تعالى ألا يفلح ، ولذا قدمت كلمة{ على الله} على كلمة{ الكذب} لبيان شناعة الافتراء وأنه على رب الوجود ومنشئه وبارئه .
وقد يقول قائل:إننا نرى هؤلاء المفترين الكاذبين ينالون متعا يفوزون بها ، فبين الله تعالى أن ذلك متاع الدنيا وأمدها القصير .
يقول تعالى: