قوله:{ترميهم بحجارة من سجّيل} يعني هذه الطير الأبابيل أرسلها الله على أصحاب الفيل بحجارة من سجيل ،وهي طين في حجارة ،وكانت واحدتها دون الحمصة وفوق حبة العدس .وقيل: خرجت الطير من قبل البحر مع كل طير ثلاثة أحجار ،حجران في رجليه ،وحجر في منقاره ،ولا يصيب شيئا إلا هشمه .فما كانت الواحدة من الحجارة تصيب أحدا من جنود أبرهة إلا أهلكته .فأصابت منهم من أصابت ،وفرّ الآخرون هاربين ،يبتدرون الطريق الذي جاءوا منه ،فخرجوا يتساقطون بكل طريق ،ويهلكون على كل ناحية ،فأصيب أبرهة في جسده ،وخرجوا به معهم ،فسقطت أنامله أنملة أنملة حتى قدموا به صنعاء ،فما مات حتى تصدّع صدره عن قلبه .