قوله:{ويمنعون الماعون} أي يمنعون الناس ما عندهم من منافع .واختلفوا في المراد بالماعون .فقيل: المراد به الزكاة ،أي يمنعون زكاة أموالهم فلا يعطونها الفقراء .وقيل: هو القدر ،والدلو ،والفأس ونحو ذلك مما يتعاوره الناس ويتعاطونه بينهم .وقيل: المراد به العارية .فالناس يستعير بعضهم من بعض أغراضا من متاع البيت ،كالفأس والقدر والكأس وغير ذلك من الأواني مما يحتاج إليه المرء ،فما ينبغي للمسلم في مثل هذه الحال أن يبخل ببذل ما يبتغيه أخوه من غرض .
ذلك أن المسلمين جميعا إخوة في العقيدة والدين .فهم بذلك متحابون متعاونون ما بينهم ،ولا سلطان للشح على قلوبهم ؛بل يبادرون ببذل الخير أو المتاع لإخوانهم .وإذا لم يكن المسلم على هذه الصفة من أداء الخير للآخرين فما ينبغي له أن يكون في عداد المسلمين الصادقين{[4865]} .