{ ويمنعون الماعون} أي ما يعان به الخلق ،ويصرف في معونتهم من الأموال والأمتعة ،وكل ما ينتفع به ،لكون الجهل حاكما عليهم بالاستئثار بالمنافع ،وحرمانهم عن النظر التوحيدي ،وعدم اعتقادهم بالجزاء ،فلا محبة لهم للحق للركون إلى العالم الفاني ،ولا عدالة في أنفسهم للاتصاف بالرذائل والبعد عن الفضائل ،فلا يعاونون أحدا ،فلن يفلحوا أبدا ،قاله القاشاني .
تنبيه:المعني بهذه الآيات أولا وبالذات المنافقون في عهد النبوة ،ويدخل فيها ثانيا -وبالعرض- كل من وجد فيهم تلك الخلال الذميمة اعتبارا بالعموم ،فالسورة مدنية ،ونظيرها في المنافقين قوله تعالى{[7557]}{ وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا} ولذا قال ابن عباس فيما رواه ابن جرير{[7558]}:هم المنافقون ،كانوا يراؤون الناس بصلاتهم إذا حضروا ،ويتركونها إذا غابوا ،ويمنعونهم العارية بغضا لهم ،وهو الماعون .