قوله تعالى:{فأما الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير وشهيق 106 خالدين فيها ما دامت السموات والأرض إلا ما شاء ربك إن ربك فعال لما يريد} أولئك هم الذين سبقت لهم الشقاوة والخسران ،فتعسا مما آلوا غليه من عذاب الحريق .وذلك في نار لهم فيها حينئذ زفير وشهيق .وقيل: الزفير هو أول الصوت الحمار ،والشهيق أخره ؛لأن الزفير إدخال النفس ،والشهيق إخراجه{[2178]} .وقيل: الزفير من شدة الأنين ،والشهيق من الأنين المرتفع جدا .والمقصود: هو تبيان حال الكافرين الخاسرين وهم في النار .فلا جرم أن حالهم غاية ما تتصوره العقول من فظاعة الكرب والهوان ،واشتداد الضيق والإيلام .