قوله:{يوم يأت لا تكلم نفس إلا بإذنه}{يأت} ،فيه ضمير يعود على قوله{وذلك يوم مشهود} و{لا تلكم} ،فيه وجهان .أحدهما: أنه صفة ليوم ،والتقدير: يوم يأتي لا تلكم نفس فيه .وثانيهما: أن يكون حالا من الضمير في{يأت} أي يوم يأتي اليوم المشهود غير متكلم فيه نفس{[2176]} .وتكلم ،أصلها تتكلم ،حذفت إحدى التاءين للتخفيف .والمعنى: أن هؤلاء الأشقياء الموقوفين على ربهم داخرين أذلة لا ينسبون حينئذ بكلمة إلا بإذن الله .
قوله:{فمنهم شقي وسعيد} أي شقي من الناس من شقي بالعذاب ،وسعيد منهم من سعد بالنجاة .والشقي الذي كتبت له الشقاوة ،والسعيد الذي كتبت له السعادة .قال الحافظ أبو يعلي في مسنده عن عمر قال: لما نزلت{فمنهم شقي وسعيد} سألت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله: علام نعمل ؟على شيء قد فرغ منه أم على شيء لم يفرغ منه ؟فقال: ( على شيء قد فرغ منه يا عمر وجرت به الأقلام ؛ولكن كل ميسر لما خلق له ){[2177]} .