( يوم يأت لا تكلم نفس إلا بإذنه ) يقول:يوم يأتي هذا اليوم وهو يوم القيامة ، لا يتكلم أحد [ يومئذ] إلا بإذن الله تعالى ، كما قال تعالى:( يوم يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا ) [ النبأ:38] ، وقال تعالى:( وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همسا ) [ طه:108] ، وفي الصحيحين عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حديث الشفاعة الطويل:"ولا يتكلم يومئذ إلا الرسل ، ودعوى الرسل يومئذ:اللهم سلم سلم .
وقوله:( فمنهم شقي وسعيد ) أي:فمن أهل الجمع شقي ومنهم سعيد ، كما قال:( فريق في الجنة وفريق في السعير ) [ الشورى:7] .
وقال الحافظ أبو يعلى في مسنده:حدثنا موسى بن حيان ، حدثنا عبد الملك بن عمرو ، حدثنا سليمان بن سفيان ، حدثنا عبد الله بن دينار ، عن ابن عمر ، عن عمر - رضي الله عنه - قال:لما نزلت ( فمنهم شقي وسعيد ) سألت النبي - صلى الله عليه وسلم - قلت:يا رسول الله ، علام نعمل ؟ على شيء قد فرغ منه ، أم على شيء لم يفرغ منه ؟ فقال:"على شيء قد فرغ منه يا عمر وجرت به الأقلام ، ولكن كل ميسر لما خلق له ".
ثم بين تعالى حال الأشقياء وحال السعداء ، فقال: