قوله:{وأن استغفروا ربكم} معطوف على{ألا تعبدوا} أي اطلبوا المغفرة مما سبق من الشرك والذنوب ،واخلعوا حب الأصنام من قلوبكم ،وأقلعوا عن فعل المعاصي والسيئات{ثم توبوا إليه} أي ارجعوا له بالطاعة والعبادة وعمل الصالحات .
قوله:{يمتعكم متاعا حسنا إلى أجل مسمى} أي إذا فعلتم ما ذكر من استغفار وتوبة أمتعكم الله بسعة الرزق وراغد العيش وطيب الزينة والمعاش إلى وقت مقدر لكم في هذه الدنيا وهو حلول الموت .
{يمتعكم} ،مجزوم ؛لأنه جواب الأمر{وأن استغفروا} وجواب الأمر وجب أن يكون مجزوما ؛لأنه جواب لشرط مقدر{[2048]} .
قوله:{ويؤت كل ذي فضل فضله} الفضل معناه: الإحسان ابتداء بلا علة ،وما بقي من الشيء{[2049]} والمعنى: أن الله يجزي كل من عمل خيرا جزاءه في الآخرة .وقيل: في الدنيا والآخرة جميعا .
قوله:{وإن تولوا فإني أخاف عليكم عذاب يوم كبير}{تولوا} ،أصله تولوا ،فحذفت إحدى التاءين ؛لأنه اجتمع حرفان متحركان من جنس وحد فاستثقلوا اجتماعهما فحذفوا إحداهما تخفيفا{[2050]} ؛أي إن أعرضوا عن دين الله وأبوا إلا الضلال والباطل وعبادة الأوثان فقل لهم: إني{أخاف عليكم عذاب يوم كبير} كبير بالأهوال والشدائد ،كبير بفظاعة الوي وعظائم الأمور ؛ذلكم يوم مخوف مذهل لا ينفع فيه المال ولا البنون ولا الشفاعة ولا الفداء .يوم يغيب فيه عن المشركين كل الشركاء والأنداد والخلان .