قوله:{وامرأته قائمة فضحكت} قيل: اسم امرأته سارة وهي بنت عمه كانت{قائمة} تخدم الرسل وإبراهيم .أو كانت رواء الستر تسمع تحاورهم{فضحكت} سرورا بهلاك قوم لوط الذين كانوا يعملوا الخبائث ،أو أنها ضحكت سرورا بزوال الخوف .وقيل: ضحكت ضحك التعجب .ثم جوزيت بالبشارة بالولد بعد الإياس وهو قوله:{فبشرناها بإسحاق} أي بشرناها بولد ؛لأنها لم يكن لها ولد وكان لإبراهيم ولد وهو إسماعيل .
{ومن وراء إسحاق يعقوب} يقرأ يعقوب بضم الباء وفتحها .أما الضم: فهو لكون يعقوب مرفوعا ؛لأنه مبتدأ ،والجار والمجرور قبله خبره .أما الفتح: فلكونه في موضع نصب ،بتقدير فعل دل عليه قوله:{فبشرناه} ،وتقديره: بشرناها بإسحق ووهبنا له يعقوب من رواء إسحق .أو أن يكون معطوفا على موضع قوله: بإسحق ،وموضعه النصب .كقولهم: مررت بزيد وعمرا{[2131]} .
والمعنى: بشرناها بإسحق ووهبنا لها من بعد إسحق يعقوب .وبذلك بشرت سارة بولد يكون نبيا ويلد نبيا .فكانت هذه بشارة لها بأن ترى ولد ولدها ،ومن هذه الآية استدل العلماءعلى أن الذبيح إنما هو إسماعيل ،وأنه يمتنع أن يكون هو إسحق ؛لأن البشارة وقعت به ،وأنه سيولد له يعقوب ؛فكيف يؤمر إبراهيم بذبحه وهو طفل صغير ولم يولد له بعد يعقوب الموعود بوجوده ،ووعد الله حق ليس فيه خلف ،فلا يمكن والحالة هذه أن يؤمر إبراهيم بذبح إسحق ؟فتعين أن يكون الذبيح هو إسماعيل .