/م69
{ وامرأته قائمة فضحكت} وكانت امرأة إبراهيم في تلك الحالة قائمة أي واقفة-ولعل قيامها كان للخدمة- فضحكت قيل تعجبا مما رأت وسمعت ، وقيل سرورا بالأمن من الخوف أو بقرب عذاب قوم لوط لكراهتها لسيرتهم الخبيثة ، وقيل تعجبا من البشارة بالولد وهذا يكون أولى إن كانت البشارة قبل الضحك ، والظاهر أنها بعده لعطفها عليه بالفاء وهو{ فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب} وزعم الفراء أن فيه تقديما أو تأخيرا ، ولا مقتضى ولا مسوغ له ، لضحكها أسبابا ذكرنا بعضها وزاد غيرنا عليها ، على أن بشارتها كانت بالتبع لبشارة بعلها وهو المقصود بالذات وصرح به في سور الحجر والصافات والذاريات خاصا به ، أي بشرناها بالتبع لتبشيره بإسحاق ، ومن بعد إسحاق يعقوب يعني أنه سيكون لإسحاق ولد أيضا .قرأ ابن عامر وحمزة وحفص [ يعقوب] منصوبا بفعل مقدر تفسره قرينة الكلام كوهبناها من وراء إسحاق يعقوب ، كما قال:{ ووهبنا له إسحاق ويعقوب} [ الأنعام:84] وقرأه الباقون مرفوعا بالابتداء والتقدير:ويعقوب من وراء إسحاق ، وروي عن ابن عباس أن الورى ولد الولد .