/م69
{ فلما رأى أيديهم لا تصل إليه} أي لا تمتد إليه للتناول منه كما يمد الآكل يده إلى الطعام{ نكرهم وأوجس منهم خيفة} نكر الشيء"كعلم وتعب "وأنكره ضد عرفه ، أي نكر ذلك منهم ووجده على غير ما يعهد من الضيف ، فإن الضيف لا يمتنع من طعام المضيف إلا لريبة أو قصد سيء ، وأحس في نفسه خيفة منهم وفزعا ، أو أدرك ذلك وأضمر إذ شعر أنهم ليسوا بشرا أو أنهم ربما كانوا من ملائكة العذاب ، والوجس"كالوعد "الصوت الخفي ويطلق على ما يعتري النفس من الشعور والخواطر عند الفزع{ قالوا لا تخف إنا أرسلنا إلى قوم لوط} أي قالوا وقد علموا ما يساور نفسه من الوجس:لا تخف فنحن لا نريد بك سوءا وإنما أرسلنا إلى قوم لوط لإهلاكهم ، ولوط ابن أخيه ، وأول من آمن به ، وكان مكانه من مهاجره قريبا من مكانه ، وفي سورة الحجر أنه صارحهم بخوفه ووجله منهم ، فطمأنوه بأنهم مبشرون له بغلام عليم ، وكذا في سورة الذاريات ، وفيها أنه بعد البشارة له سألهم عن خطبهم وما وجاءوا لأجله فأخبروه فجادلهم فيه كما ذكر هنا مجملا .