/م69
{ ولقد جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى} خبر مؤكد بالقسم لغرابته عند العرب معطوف على قوله تعالى:{ ولقد أرسلنا نوحا} أو على ما عطف عليه من أول السورة لا على ما قبله مباشرة من قصة صالح التي عطفت على قصة هود لتماثلهما ، والمراد بالرسل جماعة من الملائكة اختلفت الرواية فيهم ، فعن عطاء أنهم جبريل ومكيائيل وإسرافيل عليهم السلام ، وعن محمد بن كعب القرظي أنهم جبريل وسبعة أملاك معه ، وقيل غير ذلك وهو مما لا يعلم إلا بتوقيف من الوحي ولا توقيف فيه .وستذكر البشرى بعد التحية والضيافة .
{ قالوا سلاما} أي نسلم عليك سلاما ، أو ذكروا هذا اللفظ{ قال سلام} أي أمركم سلام ، أو عليكم سلام ، قال المفسرون:إن الرفع أبلغ من النصب ، فقد حياهم بأحسن من تحيتهم ، أي على عادته ودأبه في إكرام الضيف وظن أنهم أضياف{ فما لبث أن جاء بعجل حنيذ} أي ما مكث وما أبطأ عن مجيئه إياهم بعجل سمين حينئذ أي مشوي بالرضف وهي الحجارة المحمية – والمشوي عليها يكون أنظف من المشوي على النار وألذ طعما ، وقد اهتدى البشر إلى شي اللحم من صيد وغيره على الحجارة المحمية بحر الشمس قبل اهتدائهم لطبخه بالنار ، وفي سورة الذاريات بعد السلام{ فراغ إلى أهله فجاء بعجل سمين فقربه إليهم قال ألا تأكلون} [ الذاريات:26 ، 27] وهو نص في المبادرة إلى الإتيان به بدون مهلة كأنه كان مشويا معدا لمن يجيء من الضيف أو شوي عند وصولهم من غير تريث .