قوله:{فلما رءا أيديهم لا تصل إليه نكرهم وأوجس منهم خيفة} لم تتقدم الملائكة نحو الطعام بل قبضوا أيداهم ولم يأكلوا ،فنكرهم إبراهيم ،أي أنركهم ،أو استنكر إحجامهم عن الطعام{وأوجس منهم خفية} أوجس ،من الوجس والإيجاس والتوجس ،ومعناه الإدراك أو الإضمار{[2130]} ؛أي أضمر إبراهيم في نفسه الخوف والفزع منهم ؛فقد كانوا إذا رأوا الضيف لا يأكل ظنوا به شرا ،فقالت الملائكة:{لا تخلق إنا أرسلنا إلى قوم لوط} لما ادع إبراهيم أمر ضيفانه وأوجس في نفسه منهم خفية ،قالوا له: لا تفزع ولا توجل وكن آمنا ،فإنا ملائكة الله أرسلنا إلى قوم لوط لإهلاكهم .