/م69
{ قالت يا ويلتي أألد} [ كما يقال يا عجبا بدل يا عجبي] وهي كلمة تقال عندما يفاجأ الإنسان أمر مهم من بلية أو فجيعة أو فضيحة تعجبا منه أو استنكارا له أو شكوى منه ، وأكثر ما يجري على ألسنة النساء قديما وحديثا .ونساء مصر يقلن"يا دهوتي "{ أألد وأنا عجوز} عقيم لا يلد مثلها{ وهذا بعلي} وأشارت إليه – كما ترون{ شيخا} كبيرا لا يولد لمثله{ إن هذا} الذي بشرتمونا به{ لشيء عجيب} وفي سفر التكوين أن إبراهيم كان عمره يومئذ مائة سنة ، وأن زوجه سارة هذه كانت ابنة تسعين سنة ومثلها لا يلد بل الغالب أن ينقطع حيض المرأة في سن الخمسين فيبطل استعدادها للحمل والولادة ، على أنها كانت عقيما كما في سورة الذاريات ، فأما الرجال فلا يزال يوجد في المعمرين منهم من يولد له في سن المائة وما بعدها ولكنه نادر .
وقد حدثتنا صحف الأخبار عن رجل تركي منهم اسمه [ زارو أغا] مات في هذا العام 1353 عن مائة وخمسة وثلاثين عاما ، ثم عن رجل عربي في العراق قريب من عمره لا يزال حيا وقد ولد لكل منهما بعد المائة .ثم عن رجل عربي سوري من مجدل زوين التابع لقضاء صور اسمه السيد حسين هاشم عمره 125 سنة بشهادة المحكمة الشرعية ومختار بلدته ، وهو لا يزال منتصب القامة جيد الصحة قوي الذاكرة وقد تزوج أولا وهو في سن العشرين وثانيا وهو في العشرين بعد المائة رزق من الأولى 14 ولدا منهم ذكرا ومن الثانية ولدا واحدا ، ويعيش عيشة فطرية إسلامية .
والظاهر أن سارة علمت من حال بعلها أنه بعد ولادة هاجر لابنه إسماعيل بزمن قريب أو بعيد فقد الاستعداد لإتيان النساء أو كانت تعتقد كما يعتقد أن مثله في تلك السن لا يولد له فقد قال هو للملائكة{ أبشرتموني على أن مسني الكبر فبم تبشرون} [ الحجر:54] ويكفي في خرق العادة أن يكون من قبلها وهي ولذلك أنكروا عليها .