{يوَيْلَتَا}: الويل كلمة للتفجع .
{بَعْلِى}: البعل: الزوج ،وجمعه بعولة وبعول وبعال .
وأما ردّ فعلها فاكتنفه المزيد من الدهشة والاستغراب ،والإنكار الحائر ،{قَالَتْ يوَيْلَتَا ءَأَلِدُ وَأَنَاْ عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا} فنحن في سنٍّ لا تسمح لنا بذلك لأنه خارج عن السنّة التي اعتادها الناس في حياتهم ،{إِنَّ هَذَا لَشَىْءٌ عَجِيبٌ} لا نفهم سرّه وحقيقته .
رحمة الله تأتي بالعجائب
ولكن الملائكة يردّونها إلى التفكير من خلال الإيمان ،فالمؤمن لا يخضع في تصوّره لمسألة الإمكان وعدمه للمألوف مما اعتاده الناس في حياتهم ،بل عليه أن يطل على الأفق الإيماني الواسع الذي يلتقي بالله في قدرته المطلقة التي لا يحدّها شيء ،وأنّ عليه أن يفكّر بأن الأشياء المألوفة لا تحمل في ذاتها عنصر الوجود ،بما تتضمنه من علاقة المسبّب بالسبب ،إلا من خلال الله القادر على أن يخلق أشياء أخرى لم يألفها الناس ،لحكمةِ ما ترتئيها القدرة الإلهية المتحركة وفق موازين حكيمةٍ .
إنهم يثيرون فيها حسّ الإيمان العميق ،لتفكّر في هذا الاتجاه ،لأن المؤمن إذا سار في تفكيره على هذا المستوى فإنه سينفتح على الحياة بكل ما فيها من انطلاقات الأمل ،حتى في الطرق المسدودة ،لأنه يشعر أن السدود ،مهما بلغت من الأحكام والقوّة ،لا تثبت أمام قدرة الله الذي إذا أراد أن يهدمها تحوّلت إلى هباء في أقلّ من لحظة .وهذا ما يجب على المؤمن الداعية المجاهد ،أن يعيشه في خط الدعوة والجهاد ،فلا يتعقّد من مشكلة ،بل يعمل على استنفاذ كل التجارب ،لينتظر الفرج الكبير من خلالها ،أو من خلال الغيب ،فلا يستسلم لليأس عندما تحاصره عناصره من كل جهة .