وبهذا يبقى للمؤمن في حياته ،عين على الواقع حيث يخوض التجربة ،وعينٌ على الغيب متفائلاً بالأمل الكبير القادم من غيب الله .وهكذا كان جواب الملائكة لزوجة إبراهيم ،للإيحاء بذلك كله:{قَالُواْ أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ} وهو الذي يفعل ما يشاء ويحكم بما يريد ،{رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ} في ما أفاض عليهم من نعمه وألطافه السالفة ،وفي ما يفيضه عليكم في الحاضر والمستتقبل .وإذا انطلقت رحمة الله وبركاته في حياة الإنسان ،فإنها تفتح له كل الأبواب ،وتيسّر له كل عسر ،وتأتي إليه بالعجائب على أكثر من صعيد ،{إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ} فله المحامد كلها في ذاته ،وفي ما يرحم به عباده ،وله المجد كله ،في ما يملكه من قدرة ،وفي ما يتّصف به من عظمة .