قوله:{قالوا أتعجبين من أمر الله} أنكرت الملائكة عليها أن تعجب من أمر الله ؛إذ قضى أن يهبها الولد وهي كبيرة طاعنة .فلا مدعاة للتعجب والاستغراب ما دام ذلك كائنا بقدرة الله ومشيئته وهي من جهتها كانت ناشئة في بيت النبوة حيث الآيات والخوارق ومهبط المعجزات ،فليست كغيرها من النساء ،فما ينبغي لها أن تعجب أو تذهل مما نقتله إليها الملائكة من بشارة معتبرة من خوارق العادات حقا .
قوله:{رحمت الله وبركاته عليكم أهل البيت}{أهل} ،منصوب على المدح أو الاختصاص .وهذا خبر من الله ،ومفاده حصول الرحمة والبركة لأهل البيت ،وهو بيت إبراهيم .والرحمة تشمل كل أوجه السعادة والنعمة والخير والنجاة .والبركات ،مفردها البركة ،وهي النماء والزيادة{[2136]} ومن جملة هذه البركات: أن يكون النبيون والمرسلون في ولد إبراهيم وسارة ؛فقد خص الله بيت إبراهيم بجزيل العطاء والنعم من خيرات ومعجزات وكرامات ونبوة{إنه حميد مجيد} إن الله محمود في جميع أفعاله وفيما تفضل به عليكم من النعم والبركات .وهو كذلك ممجد في ذاته وصفاته{[2137]} .