قوله تعالى:{ولما جاءت رسلنا لوطا سيء بهم وضاق بهم ذرعا و قال هذا يوم عصيب 77 وجاءه قومه يهرعون إليه ومن قبل كانوا يعملون السيئات قال يا قوم هؤلاء بناتي هن أطهر لكم فاتقوا الله ولا تخزون في ضيفي أليس منكم رجل رشيد 78 قالوا لقد علمت ما لنا في بناتك من حق وإنك لتعلم ما نريد} بعد أن خرجت الملائكة من عند إبراهيم انطلقوا صوب لوط عليه السلام ؛إذ وردوا عليه في أجمل وجه وأحسن صورة .وذلك ابتلاء من الله لقوم لوط ،ولله في ابتلائهم بجمال هؤلاء الشبان الحكمة البالغة والحجة القاطعة .فما أن علم لوط بقدومهم حتى شيء بهم ؛أي ساءه مجيئهم{وضاق بهم ذرعا}{ذرعا} ،منصوب على التمييز ،أي كره مجيئهم أو ضاق صدره بجيأتهم .وذلك لما من جمال وجوههم وحسن صورتهم وهو يعلم ما عليه قومه من الفسق والجنوح للرجس والقذر .{وقال هذا يوم عصيب} أي شديد البلاء .وذلك أن لوطا يعلم أنه سيدافع عن هؤلاء الشبان لكن ذلك يشق عليه .