{سِىءَ بِهِمْ}: أي: وقع لوط في ما أساءه بسبب مجيء الرسل .
{ذَرْعًا}: الذرع: منتهى الطاقة ،ومثله الذراع ،أي: صعب عليك احتماله .
{عَصِيبٌ}: العصيب: الشديد .
لوط يشعر بالحرج
وجاء الملائكة إلى لوط ،بصورة ضيوف من البشر ،ذوي وجوه جميلة ،تثير غرائز قومه الذين انحرفوا عن السبيل السويّ ،باتجاه الشذوذ الجنسي المذكّر الذي سمي ب «اللّواط » ،وكانت هذه مشكلة لوط اليوميّة التي يعاني منها عندما يأتيه ضيوفٌ أمثال هؤلاء ،فيحاولون الاعتداء عليهم ،فيعمل لوط على الدفاع عنهم بما يملكه من وسائل قد لا تثبت أمام ما يملكونه من القوّة والكثرة المسيطرة ،لذا شعر بالحرج عندما جاءه هؤلاء في ما حدّثنا الله عنه .
{وَلَمَّا جَآءَتْ رُسُلُنَا لُوطاً سِيءَ بِهِمْ} لما كان يخافه من مشاكل قد تعترض هؤلاء الضيوف ،أو تعترضه في الدفاع عنهم ،إلى درجة إحساسه بعدم الرّغبة في استقبالهم كيلا يقع في هذا الحرج المخجل أمامهم .وهذا هو سرّ شعوره بالسوء عندما استقبلهم{وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا} بما تعبّر عنه الكلمة من العجز عن إيجاد منفذ أو مهرب .فقد تحوّلت المسألة عند قدومهم ،إلى أمر واقع لا مجال معه للتخلّص منهم ،ولا بد له من مواجهة الموقف بكل سلبيّاته ومشاكله{وَقَالَ هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ} أي شديد ،لأنه سيواجه فيه قومه ،بصراع عنيف سيخوضه ضدّهم دفاعاً عن ضيوفه الذين جاءوا إليه في صورة غُلمان مُرد يتميزون بالجمال المثير ،وأخذ ينتظر اللحظة الحاسمة ،التي اعتادها من سلوك قومه .