قوله:{من شر الوسواس الخناس} يعني من شر الشيطان ذي الوسواس ،من الوسوسة ،وهي حديث النفس .وذلك هو دأب الشيطان الرجيم مع ابن آدم ،فإنه ينفث في قلبه في كل الأحوال من الحزن أو السرور ،ليثير في نفسه الأوهام والظنون والأضاليل من التصورات ،ثم يدعوهم إلى التلبس بالباطل ،حتى إذا ذكر الله خنس .أي تأخر ،وأخنسه غيره أي خلّفه ومضى .وسمي الشيطان خناسا ؛لأنه يخنس إذا ذكر الله{[4886]} ،وفي الخبر:"إن الشيطان جاثم على قلب ابن آدم ،فإذا غفل وسوس ،وإذا ذكر الله خنس "،أي تأخر وأقصر .