{من شرّ الوسواس الخناس ،الذي يوسوس في صدور النّاس} .
كلمة «الوسواس » أصلهاكما يقول الراغب في المفرداتصوت الحَلي ( اصطكاك حلية بحلية ) .ثمّ اطلق على أي صوت خافت .ثمّ على ما يخطر في القلب من أفكار وتصورات سيئة ؛لأنّها تشبه الصوت الباهت الذي يوشوش في الأذن .
«الوسواس »: مصدر ،ويأتي بمعنى اسم الفاعل بمعنى الموسوس ،وهي في الآية بهذا المعنى .
«الخنّاس » صيغة مبالغة من الخنوس وهو التراجع ؛لأنّ الشياطين تتراجع عند ذكر اسم الله ؛والخنوس له معنى الاختفاء أيضاً ؛لأن التراجع يعقبه الاختفاء عادة .
فقوله سبحانه:{من شرّ الوسواس الخناس} أي أعوذ بالله من شرّ الموسوس ذي الصفة الشيطانية الذي يهرب ويختفي من ذكر اسم الله .
الشياطين يمزجون أعمالهم دائماً بالتستر .ويرمون بالقاءاتهم في الإِنسان بطريقة خفية حتى يخال الإِنسان أن هذه الإِلقاءات من بنات أفكاره ،وهذا ما يؤدي إلى ضلاله وغوايته .
عمل الشيطان هو التزيين ،وإخفاء الباطل تحت طلاء الحق ،والكذب في قشر من الصداق ،والذنب في لباس العبادة ،والضلال خلف ستار الهداية .
/خ6