وبإيجاز ،الموسوسون متسترون ،وطرقهم خفية ،وفي هذا تحذير لكل سالكي طريق الله أن لا يتوقعوا رؤية الشياطين في صورتهم الأصلية ،أو رؤية مسلكهم على شكله المنحرف .أبداً ... فهم موسوسون خناسون ...وعملهم الحيلة والمكر والخداع والتظاهر والرياء وإخفاء الحقيقة .
لو أنّ هؤلاء أماطوا اللثام عن وجههم الحقيقي ،ولم يخلطوا الحق بالباطل ؛لو أن هؤلاء قالوا كلمتهم صريحة واضحة «لم يُخف على المرتادين » كما يقولأمير المؤمنين علي( عليه السلام ) ،نعم لم يُخف في هذه الحالة على روّاد طريق الحق .ولكنّهم يأخذون شيئاً من هذا وشيئاً من ذاك فيخلطونه ،وبذلك تنطلي حيلتهم على الآخرين ،أو كما يقول علي( عليه السلام ): «فهنالك يستولي الشيطان على أوليائه »{[6246]} .
عبارة «يوسوس » وعبارة «في صدور النّاس » تأكيد على هذا المعنى .
/خ6